اقرأ .. العالم أكبر مما تعتقد!

اقرأ

ن في نزول اول كلمة من القرآن الكريم "اقرأ" حكمة عظيمة .. ! 
مع قراءتك لأول كتاب تدرك مدا الظلام و الجهل الذي كنت فيه مهما كان مستواك التعليمي جيد و ربما ذلك ما يخدعك بظنك انك كسبت القدر الكافي من المعرفة .. انني اظن ان شخص ذو تعليم متوسط او ضعيف يملك ادراكا و وعيا بجهله هو اكثر علما من دكتورا في الجامعة يظن انه وصل الى حد الكمال المعرفي .. 
ان القراءة تجعل نظرتك للعالم مختلفة و تجعل من فهمك للامور اكثر عمقا و اكثر بساطة في آن واحد ان الامر اشبه بذلك الأعمى الذي عاد اليه بصره فرأى النور لأول مرة و فتح عيناه على مدا الاراضي الشاسعة متعطشا الى ان يدوس بقدمه على كل شبرا فيها فأخذ يركض و يركض كالمجنون ضنا منه ان الارض محدودة بمدى نظره لكنه كلما تقدم اكثر رأى آفاقا جديدة حتى ادركه التعب و سقط مستلقيا على ظره يسترجع انفاسه ناظرا للسماء يفكر في مدا سذاجته و كم ان العالم اكبر و اعظم من ان يصل الى كل شبرا فيه حتى حل الليل و هو على هذه الحال فسطعت النجوم متلئلئة في كبد السماء فاجتاحته فجأة نوبة من الضحك عندما ادرك سذاجة عقله و قصور معرفته فالعاالم و الكون اكبر بكثير من ما صوره له عقله و اكبر بكثير ان يصل الى كل جزء منه .. ! 
ان الأمر مختلف قليلا بالنسبة لنا فنحن نرا بأعيننا لكن بصيرة عقولنا غائبة تماما بل نحن عميان العقل و البصيرة بدون ادراك منا و بدون وعي ..
ان في هذا العصر اصبح سهلا عليك ان تقرأ الكتب الالكترونية بدل تصفحك لمواقع التواصل و اصبح سهلا عليك ان تستمع الى الكتب الصوتية بدل سماعك للاغاني المستهلكة التي سمعتها الف مرة و لم تمل .. ببساطة لقد اصبح سهل جدا ان ترى النور .. ! 
ان هذه الحياة مليئة باللذات الوهمية لكن اعتقد ان اللذة الحقيقية هي طلب المعرفة و الفضول الدائم لتعلم اشياء جديدة ان التعطش للمعرفة ما يصنع عقلا عظيم واعي ينظر للامور من زوايا مختلفة و كسب قدرة كبيرة على حل المشاكل و التعامل معها .. 
ان العقل البشري عظيم جدا بغض النظر عن درجة الذكاء فالذكاء الحقيقي ليس الذي تولد به بل تلك المعرفة التي تكتسبها في رحلتك في هذه الحياة و كم هو عدد الذين ولدوا اذكياء في هذا العالم و ماتوا اغبياء لم يعملوا على اكتساب المعرفة و تنمية ذكائهم القليل الذي يظل قليلا ما ان لم تظاف اليه المعرفة .. و الدليل ان كل العباقرة الذين مروا من هذا العالم كانت معارفهم المكتسبة اكبر بكثير من مدى ذكائهم .. فلو لا سيعيهم و تعطشهم للمعرفة لما ذكر التاريخ انهم كانوا يوما عباقرة .. 
انك مثلما تأكل و تشرب يجب عليك ان تقرأ .. 
نحن العرب لسنا اقل ذكاءا من الغربيين بل اقل قراءة منهم رغم ان اول امرا في ديننا كان اقرأ 
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)

انقلبت المفاهيم واخطلت الأمر

يحز في نفسي

يحز في نفسي كثيرا .. ان أرى فتاة لا تأخذ الاذن من أبيها و لا تستشيره في أي أمر و تجعل "لصديقها " عليها سلطة .. تملكه زمام امورها و تجعل له الأمر و النهي ! 
قد يصل الأمر بفتاة مسلمة أعزها الله و أكرمها بالإسلام و جعلها فوق كل لهو و تلاعب و عبث .. أن تجعل نفسها عرضة للتلاعب و اللهو و العبث .. أن تقلل من شأنها و تجعل لاي غريب عنها شأن عليها بحجة حب مشوه .. حب شاهدته في احدى الملسلات الدرامية أو الرومنسية و صدقت أنه الحقيقة .. و صدقت أنها بذلك تحقق ذاتها في حين أنها تطمس شخصيتها و تجعل نفسها بضاعة رخيصة الثمن ، تشترى بأي كلام جميل أو غزل يشعرها بقيمتها في مجتمع سلبها قيمتها و بخّس ثمنها .. من يدفع فيك كلاما جميلا و يفوز بقلبك و نفسك و ربما "جسدك" .. و الذنب ليس ذنبك .. بل ذنب مجتمع بأكمله جعلك بهذه الهشاشة تبحثين عن قيمتك في أول صعلوك إشتهى إمرأة أو الحديث لأمرأة فدخل من باب الحب ، الباب المفتوح على مصراعيه .. مجتمع لا يعبر فيه الأخ عن حبه لأخته و كأنها كلمة عيب بين الاخوة مباحة بين الغرباء ، تغيير مريب في المفاهيم و القيم .. ثم أب لم يحتضن إبنته قط و لم يجالسها و يداعبها و يقبل جبينها .. أب بارد جعل إبنته عرضة لكل صعلوك يدعي الحب .. المرأة تعيش بالحب و تتنفس به و هذا ما لم نفهمه كمجتمع .. فإن لم تشعر المرأة بالحب داخل بيتها .. ستبحث عنه حتما خارجه ، بل ستقبل أي حب مزعوم لتملئ فراغا داخلها .. و هذا ما يفسر فشل العلاقة بين الرجل و المرأة في إطار الصداقة أو "الصحبة" أو حب غير مضبوط بقوانين .. أي شيء غير مضبوط بقوانين يا أختي ، لا يمكن أبدا الوثوق به ففي النهاية أنت لم تطلعي على قلب عشيقك المزعوم و تتركين نفسك للمصادفة و لضمير غير ضميرك و في النهاية قد يرميك على طول يده و بدون أي حقوق .. أي بدون أي ثمن يدفعه ذلك الصعلوك .. هل علمت الآن أنك أغلى من هذا .. و إن لم تجدي الحب في بيتك و بين أهلك فاصبري فوالله أن تصبري أفضل لك من أن تقبلي ثمن بخس لقاء وصالك ..
أن يأتيك من غير الباب الذي أحله الله في الحقيقة جبن و ليست أبدا شجاعة و أنت لا تقبلين على نفسك أن ترتبطي بجبانا .. فلو كان شجاعا حقا لأخبر الجميع أنه يحبك و يريدك و ذهب لأبيك نفسه و أخبره أن له ملكة يريد الظفر بها ..